بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هاذي فكرة .. عبارة عن انشاء مجلة تحتوي بيانات ومعلومات عن خدام الامام الحسين
من رواديد وخطباء المنبر الحسيني
وكذلك أتمنى تدعيم المجلة بالصور سواء الحديثة أو القديمة
نبدأها بالحديث عن حياتهم فرداً فرداً ثم الأعمال الجليلة اللتي قدموها لخدمة سيد الشهداء بأبي هو وأمي
أبدؤها مع الرادود سماحة الشيخ : حسين الأكرف
في مقابلة مع منتديات المالكية من هو الرادود سماحة الشيخ حسين الأكرف ؟اسمي حسين أحمد علي أحمد الأكرف من مواليد 1973 ، متزوج ولي بنت واحدة ، طالب علوم إسلامية.
كيف اكتشف سماحة الشيخ نفسه رادوداً ؟مسألة اكتشاف كوني رادوداً ، يعود إلى بداية مشاركتي كرادود ، لكن هناك فرق بين أن تكون لك بداية حقيقة أو أن تكون لك محفزات وموجهات ، أنا أعتقدُ أنَّ هناك فرقاً بين البداية والمحفزات.
قد تكونُ المحفزات قديمةً منذ الطفولةِ وأنتَ في بيئةٍ معينةٍ ، وفي كنفِ أبوين يحثّانِكَ على المضي قدماً في طريقٍ معيَّنٍ من خلال التربية والأسلوب والسلوك ، كأن يصطحبانك للمآتم والحسينيات، كل هذه الأمور تدخل في نطاق المحفزات.
وعني شخصياً لأنَّ والدي كان رادوداً كما كان طالب علوم إسلامية فترة من الزمن قبل ولادتي ،
كما أنه كان خطيباً ، وكان يقرأُ بعضَ المجالسِ الحسينيةِ في البحرينِ وخارجَ البحرينِ كقطرٍ مثلاً .
و من المحفزات أيضاً – أكرر - ليست ببدايات و إنما محفزات حدثت في أواخر السبعينات في أيام الدراسة الإبتدائيةِ و قبل هذا الوقت أيضاً حينما كنت أتعلم الصلاة و كانت هناك أناشيد معينة نشترك نحن متعلمو الصلاة في أدائها قبل أيام الابتدائي حوالي العام 78 و 79.
في ذلك الوقت أتذكر قصةً حدثت في العام 1979م وهي أن أستاذي في المدرسة قدْ عَلِمَ من الطلبة أو الزملاءِ أنَّي ( أدندن ) فطلبَ أن يسمعني ، وعند ذلكَ طلب مّني أنْ أُغَنِّي إذْ لم يكن هناك وعيٌ لدى العامةِ بالأمورِ الدينيةِ قبل ثورة الإمام الخميني بالشكلِ المطلوب ، فرفضتُ لأنَّنِي لا أعرِفُ منَ الأغاني شيءً و لا أريدُ أنْ أُغَنِّي، فعاودَ طلبهُ بأنْ أُسمِعَهُ شيئاً .. أيَّ شيءٍ .. ولأنَّي كنتُ أحفظُ ( أُحِبُّ الصلاةَ وأشتاقُها .. وتسمو بروحي آفاقها) منذُ أيامِ تعليمِ الصلاةِ قبلَ المدرسة .. أنشدتُها فأُعجِبَ بصوتي ، وأخبرني بوجودِ برنامجٍ في الطَّابورِ فأشركني فيهِ وألقيتُ أنشودةً لوحدي دونَ أنْ يكونَ معي أحدٌ وقدْ كانت ( بحرين يا دياري يا موطن الأخيار) وفيها من الأبيات ما يتحدثُ عنِ الفخَّارِ ، كانت هذه الأنشودةُ من ألحانِ الأُستاذِ ولعلَّها من الألحانِ المتوارَثةِ بينَ المدرسينَ ووزارةِ التربيةِ والتعليمِ!.
فالبدايةُ الحقيقيةُ لي عندما وجدتُ نفسي في الموكب ، مُمسِكاً باللاَّقِطِ الحسيني في مواجهةٍ مع الجمهورِ كَقَرَارٍ أخيرٍ : هو أنَّي الآن أصبحتُ رادوداً ، شاركتُ في هذه المناسبة لأنتظرَ المشاركةَ في المرَّاتِ القادمة.
كانتِ المشاركةُ الأُولى على وجهِ التحديد في 22 او 23 – 1 لسنة 1986 في ليلة الجمعةِ بقصيدةٍ منَ التُّراثِ العراقيِّ كَتَبَ كَلِمَاتِها الوالدُ الحاج أحمد الأكرف " قبر الشهيد ابن أمي بانت علي أنواره ".
متى بدأت انطلاقتك كرادود تحديداً ؟ليلةَ الأربعينِ بعامِ 1986 وكانَ معي الرادودُ فوزي الدُّرازي .. إذ بدأنا بمنهجيةٍ مُخطَّطَةٍ كرادودينِ ، وكانتِ البدايةُ بترتيبٍ وتوزيعِ قصائدٍ من الوالدِ و الحاجِ يوسفُ زاير علي و ولده سلمان يوسف وإدارة المواكب ، بدأَنا بتخطيطٍ مسبقٍ بشكلٍ رسميٍّ لنكونَ معاً في هذا المجالِ كما كُنَّا معاً في الإنشادِ في فرقةِ الإمامِ الصادق "ع" .
كيف تولَّدتْ لديكَ فكرةُ الدراسةِ الحوزوية ؟في بداياتنا كرواديدٍ كانتْ هناكَ أنشطةٌ إسلاميةٌ ثقافيةٌ مصاحبةٌ لخطواتِ الدُّخولِ في الموكبِ وهذا ما نفتقدهُ الآن . في تلك الأيام حتى تكونَ رادوداً لا بُدَّ أن تكونَ لك ثقافةٌ دينيةٌ تتبلورُ وتتكونُ بحضوركَ مجالسَ العلماءِ والتزامَ المساجد ، لا بد أن تتتبع أين تقعُ الدروسُ الثقافية ، حسين الأكرف بدأ مع فوزي الدرازي في تلقي الدروس عند الشباب أمثال سلمان يوسف أو في الجامع مع مشروع تعليم الصلاة و في مساجد القرية ثم توسعنا من خلال علاقتنا كرواديد ومن خلال علاقاتنا كمنشدين لإنَّ الإِنشادَ تركتُهُ عام 1988 .. منذ 85 إلى 88 أنا مواصل رادود ومنشد معا ..
توسعت علاقتنا عن طريقة الإنشاد أكثر من توسُّعِها من خلال كوننا رواديداً .. احنا رواديدٌ بالديرة فقط كنّا ، أمَّا الانشادُ فكنَّا نخرج برّه .. في المنامة تأسَّست علاقاتٌ بشكلٍ خاصٍّ معَ كثيرٍ من الإخوةِ النشطين على المستوى الثقافي والديني فكانت علاقتنا قوية جداً بحسين التتان .. كان لنا بمثابةِ الأستاذِ ، ولدينا علاقةٌ خاصةٌ بهذه المجموعة التي تحيطُ بحسينٍ آنذاك . كنَّا نجتمع في الدروس ، ففي كل يومِ جمعةٍ كانت لدينا جلسة في إسكان جِدحَفصْ في بيت احد الإخوةِ يحضرها حسين التتان وهي جلسةٌ استثنائيةٌ يحضرها عبد الجبار وحسين الأكرف وبعض الشباب من المنامة وبعض القرى و كنا عشرة.. وقبل الجلسة يسمّع كل واحد البقيةَ حديث .. حديث عن أهلِ البيت نحفظُهُ وكلَّ أُسبوعٍ واحد يدرّسنا ، أنا كنتْ صغير ، ومع ذلك كنت اضطر احضّر واحفظ وانقب الكتب واسمع محاضرات ، وانقل بعض النقاط واطرحها كموضوع ، ويتم مناقشتي بعدين من وين جبت هالفكرة أو هالحديث ويناقشوني في مضامينه .. والجماعة يعودونا على إلقاءِ الدُّروس مو فقط تَلقّيها وكان هذا الدرس من أهم الدروس اللي استفدت منها إنصافاً.
ثمَّ التحقتُ بالمدرسةِ الدينيةِ في جدحفصٍ وكان مديرُها الأستاذ جواد السرور خطيب ورجل دين درازي ، كان على علاقة وثيقة جداً مع الشيخ عيسى احمد قاسم - أسالُ اللهَ لهُ الشفاءَ العاجِلْ - درَّسنا مواضيع متعددة ، الفقه ، المنطق ، العقائد ، النحو ، التجويد ، وكُلَّ الُمقدِّماتِ التي يحتاجُها المُثقَفُ الصغيرُ آنذاكٍ .
ولي أساتذة أعتزّ فيهم وكنت أحافظ على الحضور ويبدأ الدوام الساعه 3 أربعة أيام اسبوعياً .. هذا الجانب شجعني أن أكون طالب علوم إسلامية و هو من المحفِّزات وليس البدايات.
كبرنا وكبر حبنا للتدريس .. كنت أدرِّس في مشروع تعليم الصلاة بعض أحكام الفقه الميّسر مِنْ كتابِ الفقهِ الميسَّر ونحضر عند بعض علماء القرية .. في 1989 قررت أن أكون طالب علوم إسلامية من خلال علاقتي بصديق عزيز جدا هو الشهيد الشيخ رضا الشهابي ، من خلال هذه العلاقة الحميميَّةِ جِداً ولأنَّي صديقهُ الحميم عرض علي مواصلةَ دراستنا في النجف وكان الموضوعُ بالِّنسبةِ لي اسطور .. بأن أكون مع الفقهاءِ الذين نسمع عنهُم وكان اِنشدادُنا لمدينة قمٍّ المقدسة وقتها أكثرُ من أي مكانٍ آخر وللظروف الأمنيةِ والسياسية كان التواصل مقطوع مع إيران، فاستشرنا العلماء شيخ عيسى احمد قاسم والشيخ عباس الريس رحمة الله عليه وشجعونا وذهبنا بمباركة خاصة جداً من الشيخ عباس الريس برسالة لأساتذتِه والوالد أيضاً كتب ليَ رسالةً لِأُستاذه اللي درس عنده في النجف.
هذه صورة سماحة الشيخ حسين الأكرف مع زميليه الشيخ حميد العرادي (في الوسط) و الشيخ حسن الصيبعي (اليسار) في انتظار الأستاذ الميلاني في قاعة دار العلم التي يلقي فيها السيد الخوئي بحثه الخارج
في ليلةٍ خاصَّةٍ وجدتُ نفسي إنساناً مختلفاً جداً ، من قميص وبنطلون ولبس الشباب والشعر الكبير .. لحظة شفت روحي شعري مثل الآن ولابس الثوب لأول مرة في حياتي ، والغترة لما لبستها في النجف كنت أَحِّسْ نفسي ما أشوف من اليمين واليسار ما أشوف إلا قِدَّام .. كل هالتحول بلطف خاص من الله وتوجهنا للنجف الخامسة إلا ربع عصراً بالتحديد أقلعتِ الطائرةُ وكنتُ لأول مرة اركب طائرة .
صورة للشيخ مع زملائه في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف
كم دامت فترة اقامتك بالنجف في ظل هذه الظروف الصعبة ؟؟سنتين بقيت في النجف على فترتين .. الفترة الأولى كانت مهمة جدا بالنسبة لي .. وصلنا النجف ليلاً 12:30 او 1 وخرجنا من بغداد وكنا لا نريد أن نسلم على احد من الأئمة إلا علي (ع) نبتدأ بعلي مع أن الكاظم والجواد (عليهما السلام ) أقرب لنا كلها نصف ساعه ونصل ولكن هناك همّ وشوق وحنين كبير لموضوع النجف وعلي أمير المؤمنين "ع" فقلنا " كلنا في الفضل سواء و علي وشأنه " وصلنا النجف وكانت الأبواب مقفلة إذ تقفل في العاشرة فطفنا على قبر الإمام وضريحه سبعة أشواطٍ وكان كفُّنا الأيسر إلى الجدار ، كنا نطوفه لأنه الكعبة الحقيقية ، لأنه محط الولاية الحقيقية ، طفنا عليه سبع مرات ، ونحن نقبل الجدران بتأثر وببكاء .. سكنا في فندق أبو الفضل العباس في شارع الشيخ الطوسي ليلةً واحدةً فقط وبقينا في الفندق ليلاً.
ماذا بعد النجف؟بعد النجف حصلت لي ارهاصاتٌ نفسية كثيرة ، الذي أصاب النجف في الإنتفاضةِ الشعبانية وأصحابي وجيراني وأساتذتي ، حطم حلماً كبيراً في نفسي حطم أشياء كثيرة كنت متعلق بها ، أشياء ذهبت بلا عودة ، سببت يأساً عميقاً كنت في حالة نفسية متعبة جداً ، لا أعرف أين أذهب ما هي وجهتي ، هذا الذي حدث ربما كان سيكلفني التوقف عن طلب العلم لولا لطف الله و وقوف الصحبة والعلماء والأساتذة في البحرين .. الذين وقفوا بجانبي في المحنة مثل الشيخ عباس الريس أستاذنا والدنا شاعرنا أديبنا خطيبنا .. كان أباً وأخاً وكل شيء .. يعالج نفسك بسكوت من دون أن يقول لك أنك متعب نفسياً هو يعالجك .. في كنف هذا الأب الكبير رحمة الله عليه وجدت نفسي مجدداً وعادت إليّ طموحاتي مجدداً وواصلت الدراسة بعد أربع شهور من هذه المنحة وواصلت مشروع طالب العلم واخترنا درساً عند الشيخ عباس الريس و السيد جواد الوداعي ودرسين عند سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري عافاه الله وبالمناسبة نحن آخر مجموعة درسنا عند السيد جواد الوداعي بعدها لم يدرّس احداً قط وحوزة الشيخ الجمري آنذاك كانت متواضعه بعدد من الطلاب يعد على الأصابع .
واصلت مشروع الدراسة مع هؤلاء العلماء الأفاضل لسنة ثم قررت الذهاب إلى قم المقدسة . قم المقدسة قلت إنَّ الطموح في البداية كان لها وذهابي لقم تحقيق لحلمي الأول ، رغم تعلقي بالنجف واني لا استعيض عن النجف بأي مكان آخر ولكن قم المقدسة هي مرفأ فكري كبير وواسع ويكفي أنني اكتشفت حبي وانتمائي للفلسفة والعقيدة هناك في قم وكنت متأسف جداً لأنني لم استطع أن أدرس الفلسفة في النجف واني لم استطع التخصص فيه لأن النجف مدرسة تقوم على رفض أو عدم التفاعل مع الفلسفة أما قم فتنفتح انفتاحاً تاماً على الفلسفة فقم في الحقيقة تعلمت فيها الكثير ، تربيت فيها روحياً عقلياً سياسيا ثقافياً وليس فقط فقه وأصول ، كل المعارف والأجواء تراها في قم ، كل الإشكاليات نتطارحُها في قم ، كل الهموم تجدها هناك ، المغتربون من كل أطياف العالم من امريكا ، افريقيا ، أوروبا ، آسيا . هناك وجدت نفسي في عالم واسع وعملاق.
إلى أي مرحلة حوزوية وصلت ؟ وما هو تخصصك ؟الحمد لله الآن وصلت لمرحلة البحث الخارج في الفقه والأصول لمدة سبع سنوات ، ولكن دراستي للفقه أكثر من دراستي للأصول لان دورة الأصول دورة قصيرة ولكن أبواب الفقه واسعة جداً أما على مستوى المعارف الإسلامية في الحوزة فأنا مختص في جانب الفلسفة والعقيدة واختصاصي في هذا الجانب على يد الأستاذ الكبير السيد كمال الحيدري الذي أدين له بكل معنى الكلمة وأدين له بالفضل والجميل في احتضانه لنا وتربيته الفكرية والفلسفية وهو من تلامذة الشهيد الصدر وهو اهتم كثيراً بنا حتى على المستوى الشخصي ، دائما يحثني على الاهتمام بالكتابة والبحث والقراءة في الفلسفة والعقائد .
أين سماحة الشيخ من المنبر الحسيني ؟؟المنبر الحسيني طموح لا زال يروادني وخطوت خطوات في طريق المنبر الحسيني وقرأت عاشوراء عام 1994 في مأتم الإمام الرضا في طشان قرأت العشرة كاملة كأي خطيب من الخطباء وقرأت مجالس عرضية هنا وهناك ولا زال الناس يتصلون يحاولون أن اقرأ مجالس حسينية ولكن أجد أن الخطابة تحتاج إلى تفرغ كما أن المشروع الذي اطمح له في عمل متميز ومركّز يحتاج لتفرغ فلا استطيع أن أكون خطيبا وفي الوقت ذاته رادوداً هذا بحاجة لموازنة . ربما عندما أجد مستقبلاً أني لا استطيع الخدمة كرادود أتوجه للخطابة ..
هل تراودك فكرة العودة للنجف أو قم لمواصلة الدراسة؟كل طالب علم هاجر للدراسة في الحوزات لا بد أن يحن إليها حنين بلا حدود وليس أحبُّ إلى نفسي ولا أملك لها من ساعات اجلس فيها تحت منبر علم في قم المقدسة أو النجف الأشرف ولكن المقتضيات ومتطلباتي الاجتماعية والظروف والالتزامات تقيدني وتحرمني من هذه الفرصة في مسألة العودة ولكن لو استطعت أن أعود بلا جدال سأعود ولو كان تكليفي أن أعود طبعاً سأعود .
موهبة الشعر متى اكتشفتها في نفسك ولم لا تستغلها لصالحك ؟هذه الموهبة من بركات الصداقة ، فلأن صديقي وعزيزي وحبيبي الشيخ صادق الدرازي كان معي دائما من ايام الصبا وكان شاعراً ولا زال شاعرا كبيرا ومعطاءاً .. هو رافقني في رحلة العمل الحسيني فكان شاعري الخاص وكان لا يكتب لغيري بعدين بدا يكتب للآخرين .. هذه العلاقة اثرت فيّ كثيرا من اجتماعاتنا الدائمة وتطارح الاشعار والقراءة في الديوان .. وقراءته لي من شعره .. فتكونت لدي نواة ادبية .. نواة ذوقية في الشعر .. نمت ونمت إلى أن ذهبت قم المقدسة .. هناك تقريبا كل اسبوع اكتب قصيدة في موضوعات مختلفة وجدانية دينية ... الخ ... في السجن اكتملت هذه الصورة فكنت اكتب بين اليوم والاخر قصيدة .. في الرسالة اكتب قصيدة .. في الجلسة .. الى الصديق .. الى النفس في كل هذه المواضيع اكتب قصيدة ، كانت هناك مجموعة من القصائد جمعت كل هذه الامور واعددتها في ديوان اسميته " قلب على ورق " ... لا استطيع ان افعّل دوري كشاعر على مستوى اوسع لأني اجد ان هناك تزاحم بين كوني شاعر وملحن ومؤدي في الوقت ذاته .. الوقت لا يسع لكل ذلك .
الشعر حاله عندي متى ما أتت اصبحت شاعراً .. متى ما ذهبت فلست بشاعر .. لكني اتذوق الشعر .. أقراه و اناقش فيه .. اكتب فيه بين فترة واخرى .. لا اكف عن الشعر أبداً .
يقال ان الاكرف ابتدع مدرسة تعدد الاوزان مستفيداً من الطريقة الادبية في الموشحات الاندلسية وبناء القصيدة الفارسية؟؟في الحقيقية ليست هناك علاقة بمدرسة تعدد الالحان وموضوع الموشح الاندلسي.. ابتكار مدرسة تعدد الالحان في البحرين يرجع الى فكرة حوارية بين شاعر ورادود .. الشاعر عبدالجليل محمد الدرازي والذي ادين له بالفضل في هذه المدرسة والرادود حسين الاكرف في جلسة خاصة اصرينا ان نخرج فيها بجديد وكانت لاول مره اشارك فيها في بن سلوم واصريت ان يكون هناك شيء جديد لانها مشاركة بالنسبة لي مهمة وكبيرة وفي موقع مهم وكبير .. بالتالي اعطاني عدة اوزان وطلب التلحين .. لحنتهم ركبت لحنين مع بعض واستخرجت لحنا ثالثا وقلت له : "شرايك بعد؟ : وإذ به يقول : " توي بقول لك الحين شرايك نضم 3 ؟ " قلت له : "هذي بعد انا فكرتي " وعملناها وذهبت على ما أتذكر بيت عمتي بيت جعفر الدرازي و كان موجوداً وطلب مني أن أسمعه ما عملت لمحرم هذه السنه ، قلت له : " والله اشتغلت على بعض الالحان " قال : " وش هي " .. قلت له : " مسوي لحن طريقته بطيئة بعدين يسرع بعدين اسرع " .. قال لي : "شلون " فاسمعته لحنا واحداً فقط فاندهش وقال لي : " ممتاز وايد عجبني " فتشجعت والقيتها و هي قصيدة جرحنا بالثأر تكلم.
والأمر لا علاقة له بالفارسي أيضاً بقصد تأثرنا بالمدرسة الفارسية على رغم أنه من ناحية الذوق للمدرسة الفارسية الحضور الكبير في مواكبنا وأنا اعتقد أن هذه المدرسة لتعدد الألحان أنا استفدت فيها من كل المدارس سواء فارسية ، عراقية أو بحرانية ، كل هذه المدارس لها فضل وأنا أعتقد أن كل رادود سبقني واستفدت منه له فضل علي في هذه المدرسة ، لأني اعتبر هذه المدرسة خلاصة أعمال الماضين .
أبو زينب انت متهم بكثرة الاصدارات ، كيف ترد ؟
أحب تهمة إلى قلبي أن لا أتوقف عن خدمة أهل البيت ولو استطعت أن اصدر كل يوم إصدار لفعلت.ابو زينب لك اصدارات مختلفة الافكار ومتنوعة .. فمنها عزائية وانشادية واخيرا ما نسمعه من موسيقى ومؤثرات . فلم لا نرى لك تجربة الاصدارات الفرائحية ؟؟مسألة الأفراح لا أجد فيها رسالة واسعة ومستمرة وعامة .. أجد في العمل الفرائحي انه خاص لموسم معين وأنه خاص باطروحات معينة فرائحية وانه خاص بأجواء معينة .. أنا ما اجد نفسي في هذه الاجواء .. لا اعرف التفاعل مع جانب الفرائحي بهذه الطريقة .. نفسي تميل جدا للحالات الانسانية الولائية الحزينة و الوجدانية و الثورية.. اما الفرائحية لا اتفاعل معها ولا اجد نفسي فيها .. ثم اجد ان هناك كماً واسعاً وهائلاً من الاصدارات الفرائحية تغطي الساحة وهم مأجورون على هذه الاعمال ونبارك لهم. .. غير ان التخصص ينفع .. اذا شغلت نفسي بالاصدارات الوجدانية والعزائية والافراح .. من اين سيأتيني وقت لكوني طالب علم ، رب اسرة ، صاحب مسؤوليات والتزامات .. اجد موسم الافراح فترة راحة اجدد وارتب فيها اموري لاني لا احب ان ابتدء اموري ومشاريعي اعتباطا فانا اتعب على مشروعي تعب كبير من ناحية الفكرة اكثر من تعبي من ناحية الاخراج بمرات.
يتبع....